الصفحات

الأربعاء، 13 يونيو 2012

سيكل أخوي ..واصبع رجلي الذي ...طار..!



انا و "السياكل" حوادث لا تنتهي وقصص تتوالى في العام 1394 هجريه  عندما كنت هاما بالنزول من درج السطح لبيتنا  باتجاه بيت الحوي تعثرت مسرعا وسقطت بعد "زلغ" مؤخرة كعب قدمي من احدى الدرجات.

 نزل كثير من الدم وصرخت طالبا النجدة من والدتي حفظها الله التي اسرعت بمناداة اخي الاكبر ابا عبدالعزيز لنقلي لمستشفى الشميسي.

كان عمري وقتها لا يتجاوز السابعة على ما أظن وأخي ابا عبدالعزيز في الثالثة عشر كان والدي وقتها رحمه الله خارج  المنزل لدينا سيارة واحده كانت بمعيته لفت والدتي رجلي التي تنزف نزفا غزيراً (لا شنطة  اسعافات اوليه ولا  حتى "مكروكروم") بعد أن وضعت مطحون "العويدي" الذي المني حتى احسست بألمه في اعلى " يافوخي".

جهز اخي حفظه الله دراجته ثم رفعتني الوالدة ادامها الله على الكرسي الخلفي للدراجة الاربع وعشرين وقام اخي بالتدريج خارجا من المنزل وانا "ملتصقا" بظهرة وجامعا كلتا يدي على بطنه وبدأنا رحلة العذاب بين سيارات شارع عسير أبكي قليلاً وهو يصبرني سنصل يا عبدالله قريبا اصبر يا اخي.....  مرة يمين الشارع ومرة يساره وكل سيارة تمر بنا يؤشر صاحبها بكلتا يديه ويصرخ بأعلى صوته بعبارات تغطي عليها اصوات "بوري" منبه سيارته.

انظر الى اسفل قدمي المربوطة بخرقة تحول لونها لأحمر فاقع اللون والدماء تسيل وازيد نبرة بكائي وأنا خائف من المجهول وكلما "زرق" اخي بين سيارتين ادخلت قدمي "المفحوجتان" لأسياخ الكفر حتى اذا قربنا من طوارئ المستشفى وعلى بعد 200 متر منها قابلتنا تلك السيارة التي ناورها اخي وناورت انا بإدخال رجلي الغير مصابه بين أسياخ الكفر "للسيكل" ففرمت اصبع قدمي الصغير وطار امام عيني وصرخت على اخي ليقف  مناديا ومغشياً علي من البكاء " "مصبعي طار" اوقف اخي الدراجة وذهب بعد تأشيري له لموقع اصبع قدمي الصغيرة فلفه بمنديل ثم امسك بمقود الدراجة واخذ بالركض باتجاه الطوارئ.


حملني اخي بدمائي المضرجة على قدمي المصابتان وادخلني امام خلق كثير وكل من رآني ودمائي" تحوقل" ودعا لي بالشفاء واخي يصرخ اين الطبيب حتى قفز لنا ممرض أرشدنا الى غرفة الاصابات ثم اجلسوني على السرير وركض الممرض مناديا للطبيب الذي اتى على عجل وهو مندهش من كميات الدماء اشار على عدد من الممرضين والممرضات بان يجهزوا غرفة العمليات الصغرى  ليقوم بخياطة جروي في القدمين نقلوني لغرفة العمليات الصغرى ومددني على السرير وكنت انا وهو وممرض وممرضه واخي في الخارج لم يسمحوا بدخوله بدأ الطبيب الجراح بمداعبتي  بكلماته "المصرية" (خليك بطل يا عبد الله دي حاقة بسيطة حنشكك ابرة صغننة) وانا اصرخ (مابي مابي ) .


وبالفعل "شكني " بإبرتين يبدو انها كانت مخدر موضعي للقدمين فخف الالم كثيرا وبدأ بخياطة اصبع قدمي "الطائر" أولا وانا اشاهد واتعجب من إبرة الخياطة وكيف يتعامل معها "بحرفنه"  ويمررها بين ثنايا جلد اصبعي والقدم وكأنه يرتق ثوبا . ثم انتقل للقدم اليمنى وقام بخياطتها من مؤخرة  الكعب ثم امر ممرضته بتنظيف الدماء باليود ووضع "مرهم" وقام بلف القدمين ونادى اخي ليدخل.


دخل اخي المذعور ورآني ساكتا وهادئا فاستغرب فقال له الطبيب (احنا بنقنا لو رقليه ولازم تقيبه بعد يومين عشان الغيار هنا في المستشفى) سأل اخي وكيف هو اصبعه الصغير فرد الطبيب بان الوضع سليم لكن ينبغي عليه الراحة وعدم مزاولة أي نشاط حتى تلتئم الجروح  والغيار مهم وقبل ان تذهب سنعطيه حقنة ضد "التيتانوس" لكي لا تتجرثم مناطق الاصابات.

طبعا وافقت بعد ان اخذت قبلها حقنتين ورأيت ان الثالثة ستكون مثلهما  لكن لم اتوقع ان مكانها مختلف وأن ألمها سيكون اقوى اخذت الحقنة الموجعة وذهبنا للمنزل وجلسنا ذلك اليوم نسترجع انا وإخوتي ووالدتي حفظها الله ذلك الموقف واصبع رجلي يطير امام عيني واخوتي الاخرين ما بين ضاحك ومندهش.


تذكرت هذا الموقف عندما استمعت للقاء سموه البارحة  وتخيلت جماهير الزعيم وهي كأنها تقول مثلي "مابي مابي" لما تزمع عليه ادارة الهلال من التعاقد مع "مانويل جوزيه" وأشباهه وأبر التخدير  التي يتلقاها الهلال وجماهيره في كل وقت واقول (ليتنا من حجنا سالمين "يا دول").
الحمد لله على الامر من قبل ومن بعد
كتبه عبدالله بن عبدالعزيز المقرن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق