الصفحات

السبت، 23 يونيو 2012

العم علي ..بياع "القريض"..وإدارة الهلال!



لم تكن الرياض في التسعينات الهجرية اكبر من عدة أحياء تعد على أصابع اليد الواحدة تحولت بفعل السنين والأجيال إلى دولة أو ما يشابه الدولة فمساحة مدينة الرياض كبيرة جداً بحيث يمكن مقارنتها بدول مجاورة الآن.!


في العام 1395 هجرية انتشر في مدينة الرياض وإحياءها باعة متجولون على "عربات" لم نشاهدها من قبل فالعربات التي كنا نشاهدها فقط هي عربات "القاز" التي يجرها "الحمار" (أعزكم الله) ويعتبر التحول لدى الباعة المتجولون على عربات "الكفرات" الأربع تحولا نوعيا في نقل وتسويق البضاعة.



كان العم علي شيخاً "شايب" من الجنسية اليمنية يسترزق الله في شوارع أحياء الجرادية القديمة "عسير" وكان يمر في شوارع تلك الأحياء يطرق بصوته كل بيت وكل طفل وطفلة "قرب يا ولد" "الحق القريض" الحق الفستق" "اشتري الفصفص" "حلاوة بالعسل".



عربتة التي يدفعها بين كل شارع وحي مملئة بكل محبب لدى الأطفال من يذكر تلك الحلوى المغلفة بالبلاستيك الأصفر والتي تحوي على طعم العسل؟! كانت لديه مكومة وكذا الحمص المحمص والفستق الحلبي الحقيقي ذو اللون الأخضر بعد قشره.



تخيلوا فقط كيف هو حال العم علي حينما يمر من أمام دكان أبو فواز "شايب الحي" وصاحب الدكان الأوحد والذي لا يتقبل المنافسة .



حينما كان العم علي يمر بشارع بيتنا كان يمشي سريعا ويحث الخطى "بعربته" ولا يسلم من خروج أبو فواز من محله متمتما بدعواته وملوحاً بعصاته المعقوفة ذات اللون الذهبي المصفر وبياض عقفتها من كثر استخدامها فيسلم العم علي سريعا قائلا "كيفك يابو فواز" فيرد عليه "الله لا يسأل عليك" "وش تبي جاي فيذا" فيرد عليه "نترزق الله يابوفواز" فيرد أبو فواز"انزّلع لا بارك بكم ومن جابكم!".



يسير العم علي مواصلا خطاه ورافعا العقيرة بالدعاية الصوتية لبضاعته فيمر ببيوتنا ويتجمع عليه الأطفال من كل صوب ودار ويبدأ البيع وأبو فواز يرمقه من بعيد بنظرات "شذر" ويبدأ يفاصل مع الأطفال ويعبئ لهذا بكيس لوز بجلي وهذا "قريض حجاج مع حلواه البيضاء أو الحمراء" وتطلع عليه إحدى الأمهات من باب يكاد يسترجسدها مغطية وجهها "بشيله" لتقول "يا عم علي عطنا كيلو فصفص ونص كيلو فستق وعطني معه لوز وعندك حلاوة عسل" "فيه يا خاله كل اللي تريديه" بلهجته اليمنية المشهورة.


في تلك اللحظات وفي تجمع تخريبي مشهود بيني وبين شلة الحي طلب منا "ماجد المندبغ" و"بندر مغيرير" أن نقوم بسرقة بعض حاجيات العم علي لكي لا يأتي للحي ويكسر سوق العم أبو فواز الذي يبيعنا كثيرا بالدين وفي معظم الأوقات لا نسدد !!!.



اتفقنا نحن الثلاثة مع حمود الطلقة ومحمد أبو نشقة بان نوزع مهام العملية وان نقوم بتنفيذها بعد صلاة الظهر لأنه الوقت الذي يعود فيه العم علي إلى مطعم الشباب لأكل وجبته المفضلة "حبه دجاج مع الرز البخاري".



أذن لصلاة الظهر وتوجهنا الخمسة بعد الصلاة لمطعم الشباب وبدأنا نراقب واتفقنا أن تكون المحاولة الأولى للسرقة عن طريق محمد أبو نشقة لأنه بطيء وسيقوم العم علي بإمساكه وسيمتلك الثقة عند محاولتنا الثانيةّ.



بعد أن امسك العم علي بمحمد "أبو نشقة" وجره مع أذنه للمطعم ونحن نراقب من بعيد أوعزنا "لكارل لويس" الحي"حمود الطلقة" بتنفيذ العملية الرئيسة وأخينا "أبو نشقة "على طاولة الطعام مع العم علي الذي يمسكه بيده "اشبك تسرق يا ولد" في هذه الأثناء مر حمود على عربته كلمح البصر واخذ كيسا وعدى به وصرخنا على العم علي "الحق الحق سرق الورع الكيس فترك دجاجته التي كان يقضمها وركض خلف حمود "وزنوبتيه" تطقطقان على الرصيف قبل أن تقلعا في الهواء مؤذناً بزيادة سرعته في اللحاق "بحمود الطلقة" بين سيارات شارع عسير التي ضربت أكثرها مكابحها لهذا المنظر.



توجه ثلاثتنا لعربة العم علي وأخذنا المقسوم في أكياس وقطعنا سلسلة العربة ودفعناها باتجاه الشارع وسقطت فانقلبت بكل بضائعها المتبقية وهربنا لنلتقي بحمود مع "أبو نشقه" الذي تفلت من المطعم ....وفي سطح بيتهم التقينا لنقتسم الغنيمة فاخذ كل منا مقسومة وتضاحكنا من موقف العم علي و"زنانيبه" في الفضاء وحمود يعض ثوبه والكيس بيده ويطالع خلفه كلما ناور سيارة طالع العم علي وهو يصرخ يا ورع يا حرامي.



تخيلوا في هذا المنظر السماسرة على إدارتنا هم كأنهم بالضبط نحن يخططون لسرقة الإدارة ومنهم من هو سمسار "وطني" يخطط لتطفيش الإدارة أليس ذلك ممكنا رحمك الله يا أبا علي فقد فعلنا بك الأفاعيل ولم تسلم ووفق الله إدارتنا فقد فعل بها السماسرة والمستشارون الأفاعيل!.


كتبه عبدالله المقرن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق