الصفحات

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

"هبقة" حجازي! ..شرقي! ...يبيع حبحب على السكين!.


درست المرحلة الثانوية في مدينة الدوادمي وهي تبعد عن الرياض 320 كلم غربا بين شقراء عاصمة الوشم والشعراء  كانت مرحلة  الثانوية  بالنسبة لي هي وقت اثبات الذات والتركيز انتقلت لها في العام 1402هـ قادماً من الطائف وسبحان الله نفس المشاهد تتكرر ونفس الجمل اسمعها لكن من وجوه مختلفة حينما انتقلت من الرياض للطائف كان هناك لقب لي " منحوني اياه اصدقائي في الطائف "الشرقي" من "الشروق" يعني من شرقيهم والا نحن الاولى ان نسمى "الوسطاويون" أو النجادى" للمنطقة التي اتينا منها وحينما انتقلنا بعد وفاة الوالد ببضع سنين  عائدين لقبت في "الدوادمي" "بالحجازي" للهجتي التي غلبت عليها المفردات الحجازية.


في سنتي الاولى الثانوية تعرفت على كثير من الزملاء والاصدقاء الذين نشأوا معي على هوايات عديده كنا نحبها ومن ضمنها الصيد و"المكاشيت" فكنا لا يخلوا لنا نهاية اسبوع من "طلعة" صيد باتجاه "ثهلان" أو "مكشات" شتوي في "جبله" أو "دخنه" او تجمع مدرسي "بطخفه" ولا يمنع من "مزراق" عصرية "بترمس" القهوة والشاي إلى جبل ال"بيضتين" والذي يسميه اخواننا  من قبائل المنطقة "الباضتين" على لهجتهم البدوية القحه.


لكنني احتجت لعديد من الشهور للإبقاء على عينة مخصصة من الاصدقاء التي كنت الازمهم ويلازموني بشكل يومي كانت اهتماماتنا متشابهة وافكارنا متداخلة واعمارنا متقاربة .


من ضمن هذه الاهتمامات هي جلب "البطيخ" لأسواق الخضار من مزارع ساجر والقصيم الى مناطق التجمع "بالقرنة" او شقراء والدوادمي!.

ومنا من يذهب الى الرياض "ليسترزق الله" بأسعار اعلى.

كنا نذهب للمزارع ونمر عليها واحدة واحده نكلم الملاك ونتبايع ونتفاوض معهم بسعر الحملة فمنا من ينجح بشراء الحبه على 5 ريالات ومنا من يوفقه الله بسعر ادنى ولكن "حظك نصيبك" ليس هناك شيء مضمون فمن 24 حبه قد يطلع لك 20 حبه"ماتكة" منصفه البياض او الاحمرار فنحن كمن يشري سمك في ماء!.

في يوم حار اذكره جيداً اتفقنا انا وخمسة من اصدقائي على "هبقة" "للسر" على ان نطلع من الصباح الباكر قبل الفجر ولا نحضر اليوم الدراسي ونتجه ب"العبارتين" الأحمر ال"78" و"الددسن" ال"غمارتين" ال"82" واتفقنا انا و "أبا مزيد" و"أبو ابراهيم" "وأبو عمر" "وأبو احمد" على الساعة والمكان فتجمعنا عند الجامع الكبير في المدينة صلينا الفجر وانقسمنا انا وابو مزيد صاحب "العبارتين" ، والباقون يسوق بهم ابو عمر "رفيقى" في "المقناص" السابق وحركنا باتجاه عاصمة السر "ساجر" ووصلنا بعد اقل من ساعة بعد تحديات بيننا وابو عمر كلما انزل ابو مزيد سرعته لحقنا ابو عمر مرورا بجانبنا  وكأنه قد "غزا"....... "فيشخفه" صوت العبارتين فيتمايل عند مرورنا من جانبه ويخرج على التراب من سرعة تجاوز "العبارتين" من جانبه.

وصلنا لساجر صباحا وبدئنا بالمرور على المزارع المعروفة وكل صاحب مزرعة يقول لنا اصبروا علينا يومين او ثلاثة ونحن في عجل نريد ان ننهي عملنا لنرجع للقرنة لكي نبيع "جلبنا" ونكمل "كشتتنا" فاليوم الاربعاء وغدا اجازة.

وصلنا لأحدى المزارع المشهورة ووجدنا ابناء صاحب المزرعه وسألنا  هل عندكم "جلب" اليوم فقالوا نعم ادخلونا للمزرعه وضيفونا وبعد ان احتسينا القهوة طلبنا منهم ارشادنا "لمجمعهم" فاتى ابنه الاكبر وصحبنا الى مكان تجميعهم الاولي "للحبحب" "مكومات" "كأزبار" القمح ما شاء الله.

تفاصلنا معه في الثمن الذي ابلغه والده وحملنا المقسوم وربطنا أشرعة الصناديق وتسهلنا الى القرنة  وصلنا في حدود التاسعة وقد بدء السوق منذ الصباح وبقي "الشريطية" وكل ما حركنا قليلا لحقنا مجموعه "كم سيمت الحملة يا ولد"
وقد اتفقنا جميعنا ان نبيع الحملتين جميعا بربح مجزئ في كل سيارة لا يقل عن 500 ريال.

وكان كل ما "سيمت" الحملة بسعر طمعنا بسعر احسن حتى خلص السوق ولم نبع حملتينا فقررنا الذهاب بها للمدينة وبيعها فرادى و"على السكين" لكي نعوض الخسارة.

وبالفعل وصلنا لسوق الخضار وبسطنا فرشنا في الشمس الحارقة ونحن نحاول البيع من كل عشر 5 خربه "ماتكه" فانتهى بيعنا على خسارة في رأس مالنا ولم نكمل "كشتتنا تلك" لضيقة ألمت بنا والحمد لله على حالة ورزقه الذي لم يقسم لنا.

اطل علينا سمو الأمير حفظه الله قبل أمس بلقاء مع صحفي الجزيرة مبيناً ان الادارة اتمت مفاوضات 24 مديراً فنيا ولم توفق في مفاوضاتها تلك واكد سموه بثلاثة عشر اسماً مسلسلاً!.

وقد قلت سابقا في عديد مقالات ان ادارتنا حفظها الله تعمل ولكن بعشوائية فلم التفاوض مع كل هؤلاء ولماذا لم يتم التعاقد مع من اعطاهم الموافقة الموقوتة بزمن! فقديما قالوا يا شبيه الريح "عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة!"
فلو انكم "لو تفتح عمل الشيطان والعياذ بالله منها ومن الشيطان" فاوضتم من تقدرون عمله واداءه وقيمتموه ورأيتم امكانية موافقته واكملتم معه بتوقيع مبدئي ملزم حتى ينهي التزاماته المؤقتة اليس افضل من ذهاب الفريق للمعسكر بدون مدرب!.

أم أن الخبرة "خانتكم" ولكم في سدة الرئاسة اربعة مواسم!
اعقلها وتوكل يا شبيه الريح اعقلها بتقييم المدرب وقراءة تاريخه وادائه واسباب انهاء خدماته وتوكل على الله في التعاقد فلن يأتيكم من يحاسبكم بعد ان فعلتم الاسباب اما البقاء في المفاوضات ولت وعجن ضياع للوقت وضياع للمال وضياع للمعسكر وخططه وبالتالي موسم قادم أسوأ من سابقه!!.
وفقكم الله لما يحبه و يرضاه وجعل في اختياراتكم الخير للهلال.
محبكم :عبدالله بن عبدالعزيز المقرن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق