الصفحات

الأربعاء، 30 مايو 2012

ابوعمر واخوه...و انا وصيدنا ... للضبان..!

الصيد غريزة ولدت بها ، ومنذ اوقات "الشغية" و"نباطات لساتك"  السيارات و"المقلاع" الى "لخبق " ثقيف" حتى "نبابيل الشطرطون والمغاطات" كانت تلك فترات تطور وارتقاء ادوات الصيد في حياتي ، حالياً تطورنا والحمد لله بالبنادق الهوائية ولحقتها النارية ثم وصلنا "للشوزن البلجيك" مارست هواية الصيد بكل اشكالها وصدت العديد من انعام الله الطائرة والعادية والزاحفة والسابحة  مرت بي الكثير من المواقف المتعبة والجميلة الحزينة والمضحكة حد "الغشيان".

وتعلمت من مراحل الصيد ان لكل فريسة صياد ولكل صياد اداة ولكل أداة طريقة ولكل طريقة شيخ. هكذا تعلمت الصيد.!
قبل ما يزيد على العشرون عام تزيد او تقل خرجت أنا وصديق لي للصيد في صحراء ونفود السر وكان سلاحي "خرازة" أو ما تسمى هذه الايام " بالساكتون النارية" نوعها ألماني "أم خده" انعدمت من اسواق تجار السلاح حاليا سعرها تلك الايام يصل الى الثمانية آلاف لجودتها وندرتها.
مر علي ابا عمر فجراً برفقته أخيه " عزّيز" بعد تخطيط والتزامات من الليلة السابقة كان قد حمّل "معاميل" الرحلة  "العزبة" وكنت قد جهزت القهوة و "القدوع " وبعض "المقاضي" قمنا بتحميل اغراضي والأسلحة وكنت قد اوصيته ان يجلب لي "ثوب" رصاص لشحة لدي ولتوفير الجيد لأوقات صعبه.
ركبنا سيارته "الهايلوكس الغمارتان" "موديل 82 وتوجهنا لمحطة "البنزين" قبل مفرق نفود السر خارجين من مدينة شقراء ، تزودنا بالوقود والماء المبرد ولا يخلى بعض من الفطائر وحركنا باتجاه النفود ومازالت الدنيا مظلمه .
قبل دخولنا منفذ النفود اوقفنا سيارتنا وادينا صلاة الفجر و"نسمنا" كفرات السيارة لمنع التغريز ثم توجهنا لمناطق الصيد المشهورة اوقات "الكنه" والكنه هي اوقات قبل الصيف وهي التي تخرج الضب من جحره ليرعى وهي افضل اوقات صيده واطعمها لحمه حسب آكليه اما أنا فلست كذلك فانا اصطاده ليأكله غيري!،ولا تخلى النفود من "ارنب" لذلك جلبنا "ام حبة" اقدم انواع "الشوازن" من بحث على اليوتيوب للقطري الذي جرب الرماية بها سيعرف مدى رجفتها وليست رجفة الكابتن نامق "عميد الكذابين"..!!.

قطعنا من النفود عدد من الكيلومترات ومررنا بالكثير من الشعاب وكل ما مررنا "بجحر" توقف بجانبه ابا عمر ليتحسس ويجس الصيد ثم يركب علينا السيارة ليتحفنا بمعلوماته "مكانس" او "يرعى" او "مضارب" وكلها مصطلحات ما انزل الله بها من سلطان بل "سواليف" قناصة "مغررجية" قتلتهم خيبة الامل بعدم وجود الصيد فتحولت الرحلة الى فلسفة قناصين.

بدأت حرارة الشمس تزداد وابا عمر "يعرم" فطيرة بيد ويتقهوى بالأخرى وركبتيه يحرك بها "الطارة" واذا "بلع" لقمته الحقها بتمرة وبعض من التمر يسابق كلامه عن الضبان وأنا اهز رأسي واخيه في المرتبة الخلفية كلما هدأ ابو عمر "نكزني" "تقهو"..! وصلت الساعة العاشرة ولم نترك على ما اعتقد "نقرة" أو شعيب امامنا او على ايماننا وشمائلنا الا "حمنا" "ودجنا" فيه حتى اذا ارتفع "بنص" الحرارة لدي قلت لأبو عمر "وقف الموتر وانزل خلني اسوق لا هنت"استعجب ابا عمر مستجيباً ثم مثنياً بسؤال "يعني في بالك بتدّلنا على الصيد"ركبت مقعد السائق وركب ابا عمر المقعد بجانبي "ثم فحطت" حتى وصل عقال ابا عمر عفش الصندوق  وذلك "لنرفزتي" من اسلوب قيادته ومهاراته اللغوية الغذائية المتوافقة "سبحان الله" مع حكمته البعيدة كل البعد عن وجه "قناص" "مغطت كفرات الهايلوكس" على "صاهد" النفود حتى اذا قربنا من تلك النقرة واذا بي اشاهد ارض شبيهة "بقاع" استجمعت قوتي وادرت مقود السيارة باتجاهها واذا بأبوعمر يلتصق بكتفي ويقول "وش معجلك" وانا "ادعس على "بنص" التسارع حتى اذا وصلت السرعة الى 90كم واذا بما يشبه "العقم" اصغر منه قليل امامي  ثم قلت للجميع "تجودوا" "تمسكوا" ثم ما ان ضربت كفرات السيارة مقدمة "العقم" حتى طار الهايلوكس بما يقارب الخمسة امتار وحينما اقتربنا للأرض "واضغط " الفرامل ثم تقف السيارة وابا عمر يقفز من المرتبة "بدمجته"  باتجاه زجاج السيارة الامامي ويضرب بها "فتتشعر" منكسرة وانزل من السيارة مغشيا من الضحك وينزل هو ممسكا بشماغة واخيه يتلمس جبهته وهو يقول له "مغير صعنون" "محمر" صاح علي ابا عمر طالبا مفاتيح السيارة فأعطيتها له ضاحكا وطالبا في نفس الوقت ان لا يزعل علي  ثم اخذ المفاتيح وركب كل منا مقعده واتجه ناحية القاع وبدأت "الضبان" "تتناتق" و كل ما مر بواحد نزل وترك  "بيبان" السيارة هو واخيه يسابقان الضب قبل جحره وانا اميل على مقود السيارة لكي لا يدهسا.

بعد ذلك دخلنا فترة الظهيرة وتلك الفترة التي لا يخرج "الضب" من جحره وانما يخرج رأسه فقط فان رأى خطراً اسرع كما يقول ابا عمر "يجحر"! وفي هذه الوقت انزلت البندقية وجهزت بعض الطلقات ثم سألت ابا عمر عن ما أوصيت به من رصاص ففتح درج "الاستمارة" مؤشرا على علبه "لقيت لك هالصيني يمدحونه"!.
عبئت "مشط " البندقية الذي يستطيع ان يحمل 16 طلقة بست من طلقات لدي وعشر من رصاص ابا عمر الصيني!. وبدأ الصيد الحقيقي وكل جحر نبتعد عنه المسافة المناسبة ونرمي ونصيب والحمد لله حتى اذا انهينا 6 طلقات وانا اتجهز للرمية السابعة فاذا بالرصاصة تنفجر بالقرب من اذني واسمع صوتا قويا ثم طنين في اذني لازلت اعاني منه حتى وقتنا الحاضر (( واعاقة سمعية باذني الشمال حيث لا اسمع بها سوى بقدرة عشرين بالمئة وموت شبه كامل لعصب هذه الاذن حتى ان صديقي اخصائي نصحني باستخدام سماعات لكي لا افقد سمعي كليا))ً انهينا صيدنا وعدنا ادراجنا ونحن نتجاذب اطرف المواقف والاحاديث وكلمة اسمعها واضحك وكلمات "يلعلع" ابا عمر محاولا ايصالها لاذني  وانا اقول له هيهات!.

منذ حديث سمو الامير عبدالرحمن لروتانا انقضى ما يقارب الخمسة أيام على ما وعدنا به من ان الاسبوع الحالي سيتم في نهايته الاعلان عن المدرب واكثر ما يخيفني أن يتم الاستعجال بالتعاقد مع أي مدرب فقط ليقال اننا اوعدنا وأوفينا ولذلك اجد ان الاستعجال الذي تمر به الجماهير الهلالية ليس بصحي كما هو التأخير في التعاقد مع طاقم التدريب مضر لخطط اعداد الفريق فحبذا ان يتم التعاقد كما ذكرنا مع مدرب ماهر ومدير فني مفيد مع طاقم لياقي يعد اعداد حسن ولو، على حساب وعد الاسبوع فلن تتململ هذه الجماهير من المدة اذا اكان الاسم التدريبي مميز ويستطيع نقل الفريق لفترة قادمة انضباطية واحترافية وبأداء وتشكيل مناسب لإمكانات الفريق.
ايضاً امنيتي كما هي امنية السواد الاعظم من منتهجي الاحتراف فكرا ترك الخيارات التعاقدية للمدرب القادم وعدم التدخل ففي كل الاربع سنوات الماضية فرضت ادارة الهلال على مدربيها اسماء لم تكن نافعة سوى البعض المعدود على الاصابع فلنجعل الخيارات بيد المدرب هو يقيم من يبقى ومن يذهب وهو يشكل عمود الفريق الفقري ويختار الانسب لخططه القادمة فيتم التعاقد مع الاجانب او المحليين بناء على رؤيته ومتطلباته هكذا هو الاحتراف ولا يمنع ذلك من محاسبته ومناقشته على اختياراته مع التأكيد ان ليس له من امور التعاقد أي "سمسرة" او محسوبية .
((الله يستر على فريقنا وادارتنا من "الرصاص الصيني "كدول وهاشيك))
وفقكم الله
 كتبه عبدالله المقرن







هناك 3 تعليقات:

  1. انت راعي الاوله يابو سلطان ماعرفة طعم الصيد غير معك خاصه متعة طبخ الطيور

    تعجبني روحك الصبوره اللي تمدني بحماس الصيد رغم الحر الشديد ويشهد الله مافيه طلعه طلعتها معك وفيها حسوفه

    تقبل مروري اخوك تركي المهنا

    ردحذف
  2. يامال الغنيمة ابوعبدالكريم جعلك سالم وغانم..تصدق أمتع طلعات المقانيص تشرفت بها معك واجمل اللحظات حينما نشق عباب الشعبان على تباريح الصباح سوياً. مرورك غالي ومحبب الى القلب. .إن شاء الله سنخرج قريباً. .فالموسم على اوله.تقبل وافر تحيتي وعظيم امتناني على مرورك وتعليقك الكريم. أخوك ابوسلطان.

    ردحذف
  3. يامال الغنيمة ابوعبدالكريم جعلك سالم وغانم..تصدق أمتع طلعات المقانيص تشرفت بها معك واجمل اللحظات حينما نشق عباب الشعبان على تباريح الصباح سوياً. مرورك غالي ومحبب الى القلب. .إن شاء الله سنخرج قريباً. .فالموسم على اوله.تقبل وافر تحيتي وعظيم امتناني على مرورك وتعليقك الكريم. أخوك ابوسلطان.

    ردحذف