الصفحات

السبت، 5 مايو 2012

محمد "ابو نشقة" ...و"طاسة التكسي"..!

ولدت وترعرعت في رياض الخير وعشت سنين الطفولة بين احضان شارع عسير والسبالة درست في ابتدائية الفاروق المقابلة للرابعة عشر للبنات على شارع عسير القديم كان في شارعنا الرئيسي "عسير" مطعمي "بخاري" احدهما باسم نادي الشباب والثاني باسم نادي "الاستراحات "كان قصر الملك سعود القديم رحمه الله مقراً لنادي الاستراحات في اواخر الثمانينات وبداية التسعينات الهجرية وكان بجانب بيتنا الطيني "ذو الحوي" تسكن عائلة كريمة من عوائل أهل سدير ومقابل لباب بيتنا عائلة حائليه وفي الشارع المتقاطع مع شارعنا عائلة بنفس اسم جيراننا لكنها من منطقة أخرى.

ابني جيراننا "السديراوية" كانا يشجعان نادي الاستراحات وذلك لأنه كان النادي المدعوم اولا من أبناء الملك سعود رحمه الله فكان يتحصل على الدعم والبطولات وكنت دائما لا أحب "المستقوي" بدعم غيره لذلك كان اذا فاز نادي الاستراحات وخرج مشجعوه في شارع عسير بحكم قرب موقعه من حارتنا كنت اتوشح الزراق في البياض واخرج لألوح بشعار الزعيم نكاية في احتفاليتهم "الدعية" حيث كان يمتلك شعبية كبيرة اكثرها منسحبه من نادي الشباب والتحقَت بذلك النادي ليس حباً فيه ولكن نكاية وكرها في الزعيم وهو بالفعل كذلك فنادي يتم تأسيسه في 77 هـ من القرن الماضي ثم يحقق
أول بطولاته الرسمية بعد اربع سنوات من تأسيسه فقد ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، وذلك مدعاة للحسد.

كان ابن جيراننا "السديراوية" يناكفني كثيرا حينما اخرج بالشعار نكاية بهم وفي فوزهم "بالدفدفة" الذي كنا نعيه مذ نعومة اظفارنا فلا الفريق يشجع على اداء و"مستقوي" بدعم غيره فلا تأتي شاردة أو واردة لهم الا ونخرج جميع هلالي الحي بشعارتنا نكاية بهم ويلحق الامر "طماطم وبيض" على سياراتهم المسرعة من أمام "مطعم" نادي الشباب كان ابن الجيران محمد كثير الزكام "فخشمه" اعزكم الله لا يتوقف عن السيلان وكانت تلك الايام جيوب محمد الثلاثة
مليئة بال"خرق" خصوصا جيوبه الجانبية اما جيبه العلوي فافضل المناديل القماش تكون "بارزة" منه مع الطباشير "من المدرسة" واصابع الالوان الزيتية ذات اللون "الاصفر" القاتم كقتامة ناديه وإذا امتلأت مناديل جيبه العلوي "سرى" على خرق الخياط في جيوبه الجانبية كانت اعمارنا في السابعة وكنا اذا قفلنا من المدرسة "ندوج" في شوارع حي الجرادية القديم نمر على السيارات ومحمد "ابونشقه" "يشخمط" باصابع الوانه الزيتية على السيارات بكتابة "يعيش....." ويسقط الهلال".

ابن جيراننا الثاني حمود "الطلقة" كان نوعا ما محايداً لامشجعاً ولكنه يميل لنادي الاستراحات بحكم تشابه الأسامي مع محمد "ابونشقة" وكان من أسرع ابناء الحي عدواً ولو كان مع مجموعة كارل لويس في الأولمبياد العالمي لسبقة قبل ان تطلق طلقة بدء السباق.


في الشارع المتوازي مع شارعنا في الحي والذي كان شارعا شبه رئيسي حفرة مليئة بالماء كانت السيارات تمر بها "وتأخذ" "المطب" بسرعه حتى لا يحس احد راكبيها بقوة المطب وكانت "طيس" السيارات تنطلق مسابقة السيارات بعد "اكل المطب" ومن (اصحاب السيارات) من يتوقف لكي يسترجع طاسته ومنهم من لا يحس بفقدان الطاسة وكنا نتجمع اطفال الحي لنضحك على هذا المنظر عندما تمر السيارات مسرعة
.

في احدى "الظهريات " بعد عودتنا من المدرسة اتفقنا انا ومحمد "ابونشقة" وحمود "الطلقة" بصفته اسرع وارشق اطفال الحي على ان نعمل مقلباً في السيارات المارة بان نلتقط احد "الطيس" القديمة ونضعها مع حمود الطلقة ونختار السيارة حسب فخامتها وسائقها لنرمي الطاسة امام السائق بدون ان ينظر لعملنا ثم نقوم بالتصفير والصراخ على صاحب السيارة ليتوقف ثم يأتي دور حمود "الطلقة " بأخذ الطاسة ثم الهرب بها لينزل صاحب السيارة ملاحقاً حمود
ويترك سيارته مفتوحة على مصراعيها لنقوم نحن بتجريد السيارة الغير محروسة من "القروش والحب" ما تقع عليه يدينا وأعيننا ، ثم نهرب بالغنيمة ونتواجه مع حمود "الطلقة" ولنتقاسم ما غنمناه ((كنا أطفال فلا تشرهوا)).

اتممنا عملنا ذلك لعدة أيام حتى جاء يوم صارحنا فيه حمود "الطلقه" بأن العملية متعبه وأنه قد يصطاد فلذلك ينبغي ان تكون غنيمته اكبر وأن لا نكثر من عدد السيارات لأن لياقته لا تسعفه. طبعاً اخوكم صاحب مقالب من الصغر وكانت "النكت" تتداول في ذلك الوقت بشخصية "جحا"وكانت احد النكت عن جحا واعزكم الله "حمار " له كسول فلم يجد من طريقة من ابعاد الكسل عنه الا بفكرة تفتقت بها ذهنية قائل النكتة بأن جحا وضع "فلفل حار وفركه " في موقع يثير الحمار ليصير سريعاً وغير كسول فقلت لحمود "الطلقه" لماذا لا تعمل مثل جحا وتفرك فلفلاً حاراً كما فعل جحا بحماره لعل ذلك يجعلك اسرع ولن يستطيع اي صاحب سيارة من اللحاق بك وستعمل لك الحركة "بوست" لطاقتك فقال سأجرب
في المرة القادمة اذا كان كلامك صحيح.

وفي اليوم المنشود وفي الوقت المحدود تجمعنا اطفال الحارة ومعنا الطاسة وأخينا حمود الطلقة معه "علب فلفل" اخضر يؤشر به بأنه جاهز للخطة سألته على انفراد اين ستفركه فجحا فرك "العلب" في مؤخرة الحمار قال وهل تراني جحا لتلعب علي سأفركه هنا "مؤشراً" على مقدمته قلت بالتوفيق مر بنا صاحب تكسي اظنها "تويوتا" "ماركتو" ولمن لايعرف الماركتو هي الشكل القديم من "الكريسيدا" "والكامري" حالياً كان صاحب التكسي مفتول الشنبات عريض المنكبين "شلولح" "طاسات الماركتو من النوع "برمان" أسالوا أباءكم يخبرونكم عنها وطاستنا "شفر" سبعين.


رمينا بالطاسة امام صاحب "التكسي" وأنواع التصفير والصياح حتى توقف السائق فقفز حمود وانتشل الطاسة امام عينية و"شرد" بها ما حصل بعد ذلك ان حمود الطلقة لم نرى الا أثار غباره "وشلولح" يطارده يسحب "زبيرياته" فلما تضايق منها رماها عاديا وراءه ومن ثم دخلنا سيارته ووجدنا "قريض حجاج" "وشابورة" الاولين التي لا تشبع منها مع قارورة بيبسي ام اربع قروش بالإضافة لبعض الهلل.


عاد " شلولح" صاحب التكسي الى سيارته وهو يفرط في شاربه سائلا هل تعلمون منزل "الورع" اشرنا على الحارة المقابلة وسألناه ما السبب فقال "بروح امعط اذن ابوه اللي مارباه يسرق سيارات خلق الله" فقلنا له ماذا سرق قال سرق الطاسة اخذ بعضنا ينظر الى الاخر مشدوها وباستعجاب سألناه اي طاسة تعني فنظر الى "الطيس البرمان" واذا هي كاملة ورمى كلمة راكبا سيارته "تعبني على بلاش ذا السلقة"

"وفحط فحطة" كشنب عميد الكذابين مسرعا بعد ال"فشيلة".


عدنا مسرعين الى بيت حمود "الطلقة" فاذا بوالدته على الباب تعنفنا على فكرتنا لحمود بفرك الفلفل على اعضاءه الداخلية مهددة ايانا بانها ستخبر امهاتنا بتصرفنا ونحن نسمع لصراخ وصياح وعويل حمود "الطلقة" في بطن "حويهم" فرمينا على ام حمود اكياس "القريض""والحلوى" وقلنا لها هذه لحمود واسرعنا لمنازلنا.


ما ذكرني في هذه القصة هو حمود "الطلقة" الذي خرج على احدى القنوات "ليتقيء " حقده وغله على زعيمنا بسبب صفقات لنا وصفعات لهم متقوياً بمحمد "ابونشقة" عازف الايقاع الذي مافتيء "يشخط" على القنوات الفضائية يسقط الهلال....يعيش"نادي الاستراحات"

فأقول لهم ما تعملونه "مفضوح" ولن يصل لمبتغاه فالزعيم يضرب في الميدان حتى وأن مرض وما "خربشاتكم" بموقفتنا عن النهل من كأس البطولات ولا تظنوا انكم تنقصوا من قدرنا بتندركم فنحن نعمل لبطولات وانتم تعملون لترشيحات فاجعلوا قيئكم في ناديكم لا بارك الله بكم ولا بنادي قام على الباطل.

واعلموا انكم لن تعلوا قدركم فأحدكم كالذي وضع "علب فلفل" في مؤخرته وأخركم جفت اكمامه من قيء انفه فاستحوا على اعماركم وبعض شيبتكم وأجعلوا نظركم في ناديكم فقد ازكمتم انوفنا برائحتكم النتنه ومخططاتكم المشبوهة.

فلا بلح "شام" ستجنون ولا عنب "يمن" ستقطفون بما تنضحون به مادام هناك زعيم فسوف "يكسر رؤوسكم" والوعد النهائي بمشيئة الله

والحمد لله رب العالمين

كتبه : أبوسلطان

عبدالله بن عبدالعزيز المقرن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق