الصفحات

الاثنين، 14 مايو 2012

كشتة .....لمصقه..!!

في صيف العام 1399 -1400هـ حين كنا نسكن بيتنا ذو الدورين"فيلا" في حي المزغدية "شهار سابقاً" كانت مجاميع ابناء العمومة تأتي للبيت وخصوصا في الدور السفلي والمخصص للشباب كان البيت مبني على الطراز الاحدث لسنته يحوي على "بدروم" (دور سفلي)ودور أرضي ودور علوي وهذا "البدروم" وضعنا به طاولة بلياردو وطاولة تنس وكان لهذا الدور السفلي باب مستقل فلم نكن نحرج من حضور الشباب من ابنا العمومة او ابناء الحي وكانت الدوريات تقام في اللعبتين على قدم وساق كان ذلك قبل بدء افتتاح محلات الالعاب الالكترونية التي منعت لأسباب اخلاقية في الطائف.


كنا نجتمع اعمار متقاربة لكن بدرجات فأصحاب السن 13-15 سنه نكون فرق واصحاب السن من 15-18 يكونوا فرق ويبدأ التنافس كانت جميع فترات الصيف قبل 32 سنة لا تقل عن خمسة اشهر فكنا نتمتع بإجازة صيفية طويلة تبدأ من منتصف شهر رجب وتنتهي بعد الحج وكانت درجات الحرارة في الصيف لاتصل الى الثلاثين والامطار كانت في مواسم الصيف وغدران الطائف كالوهط والوهيط والخرار والردف تمتلئ بالمياه قبل وصول شهر رمضان المبارك ((الان الحمد لله على كل حال)).

كانت "مصطبات" الزراعة في وادي ليه وبني سعد خضراء معظم الاوقات وخصوصا في بداية الصيف كانت المواقع السياحية الجبلية تداعب الضباب كل يوم من ايام الصيف ولا يستطيع المصطاف اكمال السهر لما بعد الثانية عشر في الشفا والهدا لشدة البرودة في الليل ولعدم وجود كهرباء.

في ليلة منعشة البرودة بعد ان نقلنا طاولة التنس في "بلكونة" الفيلا للتبرد اثناء المباريات وبعد تجمع الشباب بدأنا في التفريق بين ابناء العمومة وبعض شباب الحي على دوري تنس طاولة وبعد انتهاء الدوري الليلي انسحب ابناء الحي وبقى بعض ابناء العمومة فالكبار تناسلوا ذهابا الى "المشهد" (منتزه قبل الهدا يتجمع فيه الشباب استعراض وتفحيط) (ويلحقه زيران دواسر).


طبعاً هناك نقمة من الشباب ذوي الأعمار من 13 واقل من 15 بسبب "تسليكنا" وعدم اخذ آراؤنا او حتى مجاملتنا من الكبار ذوي الاعمار 16-18وبسبب استفادتهم واستغلالهم لنا في الدوري وتجاهلهم لنا في السهرات الخارجية بالمنتزهات.

فقررنا ان نقوم ب"كشته" في الغد الى غدير الخرار طبعا "الدلولة" والقائد "أبوسلطان" لكن أبوسلطان لا يعرف السواقة فاكبر ما سقته هو دباب "المغسلجية" أو سيكل 26" ............سيارة "معصي" (كانكم تبون اكنع بكم بجبال الشفا سوقوني).

اتفقنا على ان يحضر أبو طلال السيارة وهو من يسوق على ان احضر "المتطلبات" (دجاجة مثلجة+ رز+ طماطم +ملح +ليمون اسود +بهارات)على ان يحضر أبو عمر (الدافور+ الشاهي+ السكر+ القهوة والهيل والدلة +والبريق وقدر الطبخ) بينما يحضر أبو عبدالرحمن (الفصفص والنعناع والبساط)طبعا لا يوجد من هؤلاء من لديه رخصة فأكبرنا "محاتسيكم" تجاوزت الخامسة عشر بكم شهر وهم اصغر مني بالتتالي بين كل واحد والآخر عدة شهور.

تجمعنا بالغد عند منزل أبا طلال على ان يسرق مفاتيح سيارة والده "رحمه الله" في السابعة والنصف صباحاً وكل منا معه(بقشة) اغراضه ماعدا ابن العم عبدالرحمن يتمايل بالبساط فوق راسه وجرمه الذي كأنه "مسواك" بيده اليمنى كيس النعناع والاخرى كيسة "الحب" الفصفص ركبنا "المعاميل" (الله من المعاميل).


كانت سيارة عمي من نوع امريكي "تسمى أولدزموبيل" اظنه قل توريدها ان لم تختف الان موديلها 80 جديده كلياً فخمة رحبة من الداخل لونها ازرق ارضية رصاصي ، حركنا حوالي الساعة الثامنة والنصف من يوم الخميس كانت عطلة موظفي الدولة لذلك "سرقنا" السيارة وتوجهنا لمنطقة الشفاء وصلنا لمنفذ الخرار ونزلنا "للشعيب" وليس هناك من حجر صغير أو كبير الا مسحناه في الطريق الى الغدير واعتقد لو ان عمي نظر لبطن سيارته بعد الرحلة لسحب أبا طلال في نفس الشعيب على بطنة!!.

وصلنا لغدير الخرار بعد مرورنا بمحطات في الشعبان ووقفات ينزل منها اما انا او أبا عمر او أبو عبدالرحمن "ليسبر" لأبو طلال الذي لا تظهر الا "جبهته"بين فتحات مقود السيارة كانت الساعة عند وصولنا للغدير تشير الى العاشرة صباحا كنا جوعى وعطشى ولكن بعد ان واجهنا تلك "الطلعة" الكبيرة أوقفنا السيارة واكملنا المسير للغدير للاكتشاف على الاقدام ، لم يكن بيننا وبينه سوى خطوات تتجاوز المئة وصلنا وسبحان الله شلال من المياه الطبيعية يشق الصخور ليرمي تلك المياه الى ما يشبه البركة الطبيعية ..بحيرة صغيرة تمتلي بأنواع البعوض والضفادع والسمك الصغير قلت للشباب لا يصلح البقاء هنا دعونا نعود ادراجنا الى احد "الشعبان" لنقوم بطبخ غدائنا فالموقع هنا للمشاهدة جميل اما للبقاء لاينفع تبرم ابا عمر وأبا عبدالرحمن فقد كانوا يمنون النفس بالبقاء في الهواء العليل وسماع صوت هدير المياه لكني اقنعتهم بعدم جدوى البقاء وسنعود بعد الغداء "مسيان" ليتمتعوا بالمنظر.

عدنا ادراجنا مع نفس "الشعبان" ونحن "نكنع" بكل حصاة صغرت او كبرت وابا طلال هداه الله اذا استقامت له "الردمية" "يدعس" دواسة البنزين ليفحط "الموتر" ونحن نوبخه بان المكان لا يساعد وصلنا لتلك الشجيرات المنزوية عن الردمية بجانب احد الجبال واوقفنا سيارتنا وانزلنا "معاميلنا" وبدء "طيور البر" كل واحد يقوم بعمل هذا يفرش "البساط" (لم نكن نسميها فرشه) ذلك البساط ذو اللون الاحمر وحدوده الزرقاء مع "شرارشيب"وعندما يواسي احد جوانبه يتمايل وينحرف الجانب الاخر، والثاني بحث عن حطب من اشجار السمر المتناثرة، وثالث ينزل باقي "المعاميل" من شنطة السيارة وانا كنت اواسي مكان الطبخ واقطع الدجاجة التي سنفترسها..!!.

انهى كل منا عمله الذي بدء القيام به ثم تمددنا على "البساط" يفتتنا التعب ابا عمر قال من سيطبخ بعد ان قطعت الدجاجة رددت عليه انا لا اعرف الكل اخذ ينظر الي مندهشاً وردوا بصوت واحد ونحن ايضاً رددت النظر اليهم قائلاً (يا عيال التفخ مطلعينا من صباح الله خير وكشته ومدري وشو ومحدن منكم يعرف يطبخ) بدى الوادي يردد اصوات الضحكات وانا منزعج وجوعان وبدأت بالمزح "الجفس" "شلاليط وقراميع" تعبنا بعد جولة الصعايدة ثم اقترحت ان امهرنا أما "طباخة" يقوم بالطبخ ونحن نساعد بالآراء والمعاونة اليدوية فسقط الاختيار على أباعمر لان والدته الذ من يطبخ من امهاتنا فتمنينا انها تجذبه وراثيا (هين....!!).

قمت بتقطيع البصل واوقد أبا عمر الدافور ووضع القدر وكانت الساعة قد قربت من الثانية عشر ظهرا فوضع البصل وقليل من الزيت الذي احضره احد الاخوة بدون ان نطلبه ولكن "تنبه" له فبدأ درس "اللمصقة 101" بعد تحمير البصل وضع أبا عمر ماء الى منتصف القدر ثم رمى الدجاج وهو يحرك فالحقه بالطماطم وصرخ على أبا عبدالرحمن "غسل الرز" قفزت عليه أمجنون انت تريد ان تضع الرز قبل استواء الدجاج قال "احسن " لكي يجهز كل شيء في وقت واحد يا اخي "حنا جوعانين" قلت لأبا عمر لا نختلف في مقدار الجوع وانك جوعان ولكن ينبغي ان يكون كل شيء بترتيب انا الذي لا اعرف الطبخ لا أستسيغ طبخة بهذا الشكل فلا تسابق الرز باستواء الدجاج ولا تتقدم البصل بالطماطم فالعملية بسيطة بصل ثم دجاج ثم طماطم ثم يطبخ على نارساخنة فاذا قدر للدجاج ان يستوي تضع الأرز والملحقات الأخرى كالليمون الاسود او الفلفل ثم تقلل النار وتجعله يطبخ على نار هادئة هي تسلسل احداث نراها من امهاتنا .

رماني أبو عمر بنظرة غضب الحقها بجملة (طيب يا ابو العريف ورا ما تطبخ دامك تعرف!!!) قلت اعرف نظريا لكن عمليا لم اجرب وفيك الخير يا أبا عمر ووالدتك افضل من يطبخ فتوسمنا فيك مهارة الوالدة، فلا تغضب علينا لتوجيهك ما قلنا ذلك الا لكي تحسن الطبخة ونتغدى بسلام. اكمل أبا عمر عمله وغطى القدر لتستوي الدجاجة وجلسنا "نتقهوى" قهوة أبو طلال على الحطب واكلنا بعض التمرات التي سدت الجوع قليلا وبدأنا نلعب الورق ونحسب الزمن،

ونحن نلعب هبت ريح علينا فأطفأت النار وتفازعنا الى القدر وبعد ان هدأت الريح وأراد أبا عمر "توليع" النار كتب الله علينا ان لا يشتغل موقدنا"دافورنا" ثانية فأنزلت القدر ورفعت الدافور لأتبين وزنه فاذا هو فارغ فنظرت لمن جلبه ازم "الشفافيف" و"اتحوسب واتحوقل" اخذت القدر بخرق الى موقد الشاهي ووضعت بعض الحطب وجعلت من حصاتين "كالمركب" وضعت القدر على هاتين الحصاتين والحقتها بثالثة واخذنا بالالتفاف على النار ونحن نتابعها وكل ما مرت دقيقتان كشفنا الغطاء لننظر الى الدجاج هل نضج! توضئنا وصلينا الظهر ورجعنا الى الجلسة واكملنا اللعب وكل ما مرت خمس دقائق قفز احدنا لينظر الى الدجاج.

وضعنا "الأرز" بعد مضي ساعة ونصف من بداية الطبخ وضعنا المكملات من ملح وليمون اسود "لومي" ثم وضعنا القصدير وغلفنا القدر وخففنا النار بسحب بعض الحطب وابقاء بعض الفحم واكملنا اللعب حتى مرت نصف ساعة فاذا رائحة "ورية" الارز وكأنها شياط كهرباء فقمنا برفع القدر ووضعه على البساط وكان أبا عبدالرحمن قد قطع باقي البصل والطماطم وبعض الخيار ليعمل لنا سلطة ، (جفينا او "نكبنا" الارز) ورششنا عليه السلطة وفرشنا السفرة ووضعنا الغداء وبدأنا الاكل فنحن قد هلكنا من الجوع وبدأت اتناول لقيمات واستطعم الاكل واذا به "خانس" قليل الملح ان لم يكن معدوماً قلت أبا عمر لم تضع ملح بالطعام رد "وشو ملحه" هل احضرتم ملح لم يتوقع احد اننا نسينا الملح اكملنا غداءنا على "سوء الطعم"فكنا جوعى لو رأينا فيلا امامنا لا كلناه ثم جمعنا اغراضنا وركبنا سيارتنا وعدنا نقهقه على "كشتتنا".

عندما يعدم التخطيط ويعدم التنسيق فاعلم ان "كشتتك" ستخرب فعلى ادارة الهلال ان تستفيد من طبخها الماضي وان تخطط وتقيم وتصحح العمل الذي حدث هذا الموسم وسابقة وبعد رحيل مدربها ينبغي ان تحسن اختياراتها فمدرب (طباخ) ماهر وجهاز (طبي)كفؤ وخبير(خبير تقطيع وتحميس) وجهاز تدريب لياقي على اعلى المستويات (خبير قهوة وشاهي) وخبير اختيار لاعبين محليين واجانب ذو نظرة ثاقبة لاحتياجات الفريق وفائدة الذين تم اختيارهم (خبير مقاضي) ومدير اداري متفرغ يبث الروح في الفريق ويتعامل بعدل (معاوني يفرش بسط)ومدير نادي يتلمس احتياجات النادي في كل الظروف والاوقات ويوفرها (امير رحلة) فلتثق الادارة ان جماهير الفريق ستكشت في اي مدرجات وستتابع وتشجع وتنافس.

نراكم في كشتاتنا القادمة.

دمتم بعشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق