الصفحات

الاثنين، 21 مايو 2012

الدلالة ام حمود ....وحمود الطلقة .. بعد الفلقة

كان في شارعنا المتقاطع مع شارع عسير تسكن أسر كريمة ميسورة الحال وبعضها فقيرة جدا كانت إحدى هذه الأسر الكريمة والفقيرة أسرة الدلالة أم حمود ، والدلالة لمن لا يعرف المعنى لهذه "العيارة" أو اللقب هي وكالة البيع المتنقل في الحي وهي قابلة "مولدة أبناء وبنات الحي" وهي "ستالايت" "راوية" الحي وآخر المناصب هي وكالة "يقولون" أنباء الحي المتنقلة فهي تدخل كل بيت وتعرف أسرار كل الحي.


أمام منزلنا من جهة اليسار بأربعة منازل يسكن "الشايب الموسوس((لديه مرض الزهايمر أو داء الخرف وجرت العادة لدى الأطفال بتلقيبه بذلك))" أبو فواز ذو اللحية البيضاء الطويلة كثيرا ما كان يتمتم وهو يطرق الحي جيئة وذهابا او في دكانه الصغير الذي لا يحتوي على كثير بضائع بل ثلاجة و"فريزر" ورفين من الألواح الخشبية عليه بعض المعلبات وطاولة صغيرة تحوي كراتين حلوى مقطعة الغطاء وبها ما لذ وطاب من حلويات "وعلوك" الفترة فتلك "مصاصة" ابو ولد بنكهة القهوة على يمينها كرتون "كاراميلاء" وبجانبها "علك ابو بس" ذو الرائحة النفاذة "أبو طقعة يسمى حاليا" والذي يحوي "صور اوشام نلصقها على أيدينا ولا نعلم ماهيتها وذاك كرتون "الشابورة" المحلاة والتي تمتلئ بطعم الحليب والسكر لدى هذى "الشايب" ثلاثة أبناء وأربع من البنات لا اعرف منهم سوى الصغيران بندر وماجد حيث أن بندر يكبرني بسنة بينما ماجد يصغرني بعدة اشهر وكنا ندرس سوياً.


كنا كثيري اللعب "هايبر اكتف" نخرج من مدرسة الفاروق الابتدائية ونحن نمني النفس ونخطط باللعب في شارع الحي الذي لا يتجاوز عرضه 5 أمتار ولكننا نراه كملعب الملز وأجسادنا صغيرة وعقولنا تخدعنا بصورة الشارع الكبير وهو اقل ما يكون "زقاق" ولكن كنا نتمتع باللعب فيه كيفما كانت الأجواء حارة او باردة صيفا أو شتاء.


بعد لعب الكرة نميل على بنات الحي ونشاركهن اللعب فأفضل ألعابهن "الدبق" ومن لم يعرف الدبق فهي لعبة "بناتية" يضعن فيها مجموعة من "التوك" "والشباصات" او المجسمات الصغيرة على خط يبعد متراً عن حفرة ثم يقمن بإسقاطها وتكسب من أسقطت أكثر الأشياء.


في احد الأيام الممطرة في الرياض "سيرت" ام حمود الدلالة على والدتي لتعرض عليها أنواع الأقمشة التي شرتها من شارع "الثميري" أطوال تمررها أمام الوالدة وتحاول إقناعها ووالدتي "تكاسر" واذا رضخت ام حمود قالت لها لا لا أريد هذا ، ملت أم حمود من والدتي و"مكاسرها" "فضفت بقشتها"وقالت للوالدة "منتيب شارية " يا أم محمد فحلفت والدتي ان تبقى واستأذنتها لتجلب الشاي والكراث فاكهة العصر وأخذا بالأكل وشرب الشاي وتبادل "السواليف" عن نساء الحي وأنا بجانب والدتي حفظها الله أصغي بنهم "واجتر" حزمة من الكراث مع الشاي.


أخذنا بذلك الوضع حتى قرب المغرب واذا بحمود ابن الدلالة "يرجف" الباب برجلة قفزت وفتحت الباب وسلمت عليه وواعدته بعد المغرب لنلعب ليلا وذهب لأمة يستعجلها للذهاب للمنزل فوادعت أم حمود الوالدة وخرجا وحمود يطحن بفكه حزمة الكراث "وانفه" يسيل وهو يتحدث الوعد بعد الصلاة.


تجمعنا بعد صلاة المغرب أنا وحمود الطلقة ومحمد أبو نشقة "الدب" وماجد "المندبغ"! وبندر "مغيرير" ومجموعة أبناء الحي كثير منهم نسيت أسمائهم "وعيايرهم" وبدأنا بالتشكيل والتوزيع كان حمود سريعا وفي الفريق المقابل وحارسنا النصراوي أبو نشقة بدأنا اللعب وطب ابن "الحايلية" الشمالي أبلعب ولا بخرب وأدخلناه في التقسيمة وأكملنا اللعب كنا متقدمين 4-1 وكان حمود أسرعهم لكن بدون مهارات كأنه عيسى حمدان لاعب النهضة والاتحاد السابق "طق الكورة والحقها" في هجمة علينا وحمود يريد الانفراد "إنبرشت " عليه لأمنعه من التسجيل وأخذت الكرة مع "قشة"رجليه "فتعور" ورمى علي بكلمة وقحة "مسبة" فانطلقت مسرعا إليه أريد أن اضربه فإذا بأبناء الحي كل يمسك بتلابيبي أخصر الشر يا عبدالله وأنا ارمي عليه بأنواع الكلمات البذيئة ومنها يا ولد الدلالة فانطلق و"تفلت" ممن كان يمسكه وقفز علي برجله في بطني فبدأت المضاربة الحقيقة قمت من قذفة رجله أتمالك نفسي واثبت رجلي وانطلق إليه وامسك برقبته فاعصرها و"ابطحه" على الأرض بعد أن أمسكت برأسه ثم قمت بحك رأسه على ارض الشارع حتى بدأ بالصراخ عندها سحبوني أبناء الحي وذهب يجري لبيتهم شاكيا إلى والدته أم حمود في هذه الأثناء تفرق الكل للمنازل وعدت للبيت مزهواً بكسب المعركة وخائف من النتائج .


وأنا في درج البيت مختبئا سمعت "دبكاً" للباب أسرعت والدتي للباب فإذا أم حمود بالباب وابنها حمود ملفوف الرأس وبيدها فنجان قهوة ممتلئ بالدماء وتولول على والدتي أن ابنك عبدالله فعل ذلك وبسياسة والدتي الحكيمة قالت لها "ما يصير خاطرك إلا طيب ادخلي" فدخلت أم حمود ساحبة ابنها من يده متمتمة بأنواع الدعوات ووالدتي تذكرها بأنهم أطفال يحصل بينهم كل شيء وأي شيء ثم يصطلحون وليس هناك من مشكل... لعب فقط تطور إلى "هوشه" ، جلست والدتي بجانب أم حمود بعد أن أتت بصرة في يدها أدخلتها في جيب ام حمود التي سكتت عن العويل وحولت "التيار" إلى المديح والشكر والثناء لوالدتي وأسرتنا...!!


هنا نزلت بعد تغير الأجواء فأخذت أمي "زنوبة" وركضت إلي وأم حمود تمسك بها اتركيه يا أم محمد "حالفتن عليك يا أم محمد ما تلمسينه تراه بزر ما يفهمون كلهم" المهم أطلقت بزنوبتها وأنا أشيح عنها وابعد عائدا لدرج "الحوي" بدأ الحديث بينهما وأنا أشاهد و وابدي الحركات لحمود "متوعداً" إياه بالطقة وأمي تحاول النهوض وأم حمود تستحلفها بالجلوس وترمي عليها "دريتي عن ام فلان وأم فلانة" وأنا "ابزر" عيناي على حمود فجاءه قام حمود وجاء وجلس بجانبي واعتذر عن ما بدر منه وقلت له من أين أتيت بما قلت لي أشار على أمه قلت "هاه" صافحته وضممته وقلت له "اياني واياك تقول اللي قلته في المباراة حلف لي بأنه لن يقولها وادخل يده في فمه "مسعبلها" وصلبها "على رقبته "عادات تنصيرية نعملها ولا ندري عنها" ثم سألني "صحيب" ومد أصبع يده الصغير وناولته اصبع يدي الصغير وشبكناهما ببعض إعلانا "صحيب" بعودة الصداقة بيننا.


ندخل هذه الأيام في معمعة الصيف ونهاية الموسم وتكثر الأخبار وال"فبركات" الصحفية بتعاقدات نادي الهلال ومعسكرة وغيرها وتبدأ مسلسلات التعاقدات الوهمية وما جرائدنا العزيزة بعيدة عن أم حمود الدلالة فكل من هؤلاء المراسلين والصحفيين و"المتمصدرين" يقول الخبر عندي حتى قبل أن تعلنه إدارة الهلال او حتى قبل التفكير بمن سيتم إبعاده من أجانب الفريق وأقول لهؤلاء الصحفيين ومن سار على نهجهم اتقوا الله في جماهير الزعيم ولا تتقولوا على إدارة الفريق وتكذبوا في صفقاتكم الوهمية من اجل انتشار الجريدة وزيادة مبيعاتها أو البحث عن الشهرة بأن أحدكم رفيق لفلان وعلان من مصادر الأخبار فقد أنبتم نخلا في رؤوسنا طيلة الأعوام الماضية من "أرانبكم" بل "ديناصوراتكم" اعرفوا إنكم محاسبون على ما تكتبون وعلى ما تذكروه هنا في شبكات التواصل الاجتماعي أو المنتديات ولا تخربوا صفقات الإدارة بتسريباتكم فقد مللنا تخريب الصفقات فاجعلوا صالح النادي اكبر من مصالحكم فانتم تقتاتون على أخباره وأكثر وظائفكم قائمة على معلوماته ولقاءات عناصر الفريق فقابلوا الإحسان بالإحسان ولا تتقولوا الأخبار كالدلالين لتصريف بضاعتكم انشروا ما هو حق واعلموا انه هناك "منكر ونكير" يسجلان ما اقترفتم ولرب كلمة قالت لصاحبها دعني!.
كتبه الفقير إلى عفو ربه
عبدالله المقرن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق