الصفحات

الثلاثاء، 8 مايو 2012

سيكل اخوي.....وبراطم ابو بردقه.

الله ما احلى الطائف جميلة هي مدينة الطائف واهلها جميلون حين تعاشرهم وتعيش معهم وتدخل مجتمعهم كانوا يسموننا "الشروق" في الزمن الجميل "مشكلجية" ولكنهم "فزاعة" هناك حارة من حارات الطائف تسمى حارة "الحمية" كنت اتوقعها سميت لانهم "يحامون" لبعضهم البعض ولكن عرفت انها سميت بذلك لان قاطنيها اكثرهم من فخذ من احد القبائل الكريمة.

توجد في الطائف حارات سميت على اوصاف او مواقف "عيارات" ومنها الحارة المشهورة "بقيلي" التسمية لم اكن اعرف سببها ولكني توقعتها عند اصدقائي في الحي فأيدوني لاكتشافها ’ كنت في اواخر التسعينات الهجرية هناك لأن والدي رحمه الله اصيب في حادث ولأن اجوائها مثالية له رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة ما خدمناك حق خدمتك ولا عزاء الا في دعاؤنا لك والعمل لك بعد وفاتك.


عشت في "بقيلي" ما يقارب السنتين في عهد المرحوم بإذن الله الملك خالد وكنا نقوم على صحة وخدمة والدنا انا واخوتي اخي ابا تركي يكبرني بأربع سنوات وكان كالمراسل السريع اشترى له "سيكل" بغرض الذهاب للمدرسة في الحي ولكي يحضر "مقاضي" الوالد رحمه الله أذكر ذلك "السيكل" كما اشاهد سياكل ابنائي واتحسر على ما عملته فيه.


في يوم من الايام تجمع اصدقاء اخي من شباب الحارة وكنت وقتها لا أرتاح لرفقته معهم لسلوكياتهم الخاطئة فأخاف على اخي الكبير من الانزلاق في تلك السلوكيات الغريبة كانت "الشمة" أو "النشوق " او ما يسميها اهل الطائف في تلك الايام "البردقه" منتشرة بين الشباب بديلة للدخان الذي كانت أسعاره اغلى من "الشمة" والشمة يا اخوان هي مادة منبهة يضعها المستخدم تحت لسانه وعملها مشابه "للقيرو" والدخان الممضوغ وكلها سلوكيات شائنة صحياً ومناظر تتقزز منها الفطرة السليمة وكانت شوارع الطائف شاهدة على تلك السلوكيات السيئة فتسير في الشارع وانواع "البصقات" بأحجام اكرمكم الله مختلفة مقززة للمنظر.

دخلت على المجلس بدون الطرق فاذا شباب الحي مجتمعون ويتداولون الشمة وكل واحد منهم معه كوب ورقي او علبة "بيبسي" فارغة وكل منهم يعبئها اعزكم الله بمخلفاته من الشمة.


نظرت اليهم وانا ذو الاثني عشرة عام ازيد او انقص قليلاً لا اذكر! ولكني اذكر نظرتي لهم كانت بنظرة يتطاير منها الشرر فقلت لأخي ماذا تفعلون "طحت عليكم" فنهرني اخي بقولة" إيش خصك" لزوم لعب دور الصديق ذو اللهجة الحجازية امام شباب الحي فقلت "تبردقون" اطلعوا برا!!... فقام اخي مسرعا الي غضبان يريد ان ينتقم لكرامته وقفت وقفة "الاسد" غير خائف منه لأني اعرف ان رأس ماله "طراق" سأكله الان او بعد رحيلهم .


اشاح بيده علي ليضربني واقسمت إن مد يده لأخبرن والدي عندها سحبني من تلابيبي خارج الغرفة مهددا انه سيتفاهم معي بعد خروج ضيوفه عندها رميت بطلبي "عطني سيكلك" سأذهب لأجلب لأبي اغراضه التي طلب فرمى علي بمفتاح قفل "سيكله" المهترئ حالفاً في ان اصابه شيء حتى لو "بنشر" الكفر لجلدني ولجعلني أركض الى "بانقيطة" (وكيل سياكل في شارع البخارية) لأرقع "كفره".


ركبت "السيكل" وقبلها كنت قد دخلت لغرفة الوالد لأخذ ورقة طلباته مع مبلغ "المقاضي" طبعا كنت "ازيد" ريال او ريالين من قيمة ال"مقاضي"

لكي اشتري قمة متعتي "آيسكريم الشرقية" أبو "الاكياس" كنت كمن يسابق الريح قاطعاً وادي وج ثم صاعد لشارع خالد بن الوليد من جهة الشرق متوجهة الى سوق الخضار في "المنشية "اشتريت متطلبات الوالد وعرجت على محبوبي "آيسكريم الشرقية" ذو الاكياس يخلط فيه المنجا مع الفانيلا والشكولاتة وكلها بطعم الحليب!!

المثلج يتميز فيها طعم المنجا وبعد دقائق من امساكي بها "وبمص" الكيسة تختلط الالوان والنكهات فلا تميز ايها من المكونات ولكن طعم احبه وهو الحليب المثلج.


قفلت عائداً للمنزل وحينما وصلت الباب املت "السيكل" على جدار المنزل بدون ان اقفله ودخلت مسرعا بأكياس المقاضي للوالد واعطيتها اياه وخرجت من غرفته متجها لخارج البيت لملعب الحارة للعب الكرة وبعد ان انتهينا قبل صلاة المغرب عدت الى المنزل لأشاهد المنظر المهول "سيكل" اخي على الأرض مضرجاً وكفراته بزاوية تسعين حيث "توطته احدى السيارات" وهي مارة بقرب المنزل لم اخبر اخي لأني اعرف انه سيقتلني لامحالة، وكان لازال في المجلس مع شباب الحارة .


اسرعت للوالد أحكي له قصتي وبعد ان سردتها له قال لي الحمد لله انه لم يتضرر احد وسأتفاهم مع اخيك بخصوص دراجته اذهب لإكمال فروضك المنزلية لتتعشى وتنام.. لم اتعشى تلك الليلة بسبب فداحة ما عملت ودخلت لمخدعي لكي انام خوفا من اخي في الليل وأنا نائم استيقظت على رجفة قوية للباب واذا بأخي يشتمني "ويركلني" بكلتا قدميه وكأني كرة بسبب ما حدث لدراجته وانا اقول له اني اوقفتها بشكل جيد وهو يركل ولم يصدق كل كلمة سقتها و قبلها القسم.


اسوق هذه القصة وانا أتفكر في تفاهة الاعلامي "الطحلبي" الذي يتفكه بلاعب فريقه انه أقال مدربين للزعيم مستعجلاً الأحكام في أن ناديه قد تأهل عطفاً على فوزهم الأخير وفوزهم السابق في الدور الثاني مع مساعدة صديق ومتناسياً انسحاب فريقهم بعد ستة الشباب وفي نفس البطولة واقول "لأبو بردقه" وذلك لتأثير البردقه "على البرطم" على مهلك يا هذا فهناك شوطُ ثان

ستعلم حين ينجلي الغبار ..... أتحتك فرس ام حمار.....


وكأني أرى الفوز من الطريق الصعب إن شاء المولى ولا اعتب على احد سوى على من وضع بيديك قلم أو "مايك" لكي تتحدث بصفاقة عن من "رباكم" "وكسر عينكم" وفي جده والشواهد كثيرة فلا تفرح ان الله لا يحب الفرحين ففزتم بشوط "بقره" وآن لنا ان نضعكم في حجمكم الصحيح أليس الجمعة بقريب ..أما "التشفي" فلن نعرفه بمشيئة الله بعد اخراجكم من البطولة بإذن الله.


هل انتم لها يا لاعبي الزعيم...!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق