الصفحات

الأربعاء، 18 أبريل 2012

الإدارة الرياضية علم وفن

تقديم.....
يلقى كثير على اسماعنا ان فريق كرة القدم أي فريق يبنى على مثلث تتكون أضلاعه من ادارة للفريق الى جهاز فني ولاعبين!
اما وهذه هي الصورة النمطية التي تحشى في ادمغة الكثير منا منذ نشأة الرياضة في البلاد فآن الوقت لكي تتغير هذه المفاهيم البالية والقديمة فالعالم اصبح كما يقال كقرية واحده واستقاء المعلومات ليست حكرا على منبع واحد .

الادارة علم وفن تتكون من اسس ومبادئ الاخلال بأحدها يؤدي للفشل ان لم يكن عاجلا فهو آجل لامحالة.
هل يعتقد القارئ  الكريم ان الفرق العالمية تعمل ادارياً بشكل مجتزأ أي انها تدير الفريق بالبركة اشك في ذلك
فهناك فرق تعتمد على علوم الادارة الحديثة ونظرياتها وتطبيقاتها في كل شؤونها لتنتج مخرجات عظيمة ولتتنافس على
بطولات ذات مستوى فان نجحت كسبت البطولات والمخرجات وان فشلت صححت مشاكلها الادارية والفنية لتتحسن مستقبلا ولتنافس ان لم تفز بالبطولات.

منذ ما يزيد عن الاربعة عقود ومن خلال متابعتي لعشقي الهلال اجد الاخطاء تتكرر والمشاهد الحزينة في الخروج من البطولات تتهادى امامي كمشهد سينمائي وفي المقابل اتذكر كثير من الكؤوس رفعت امام اعيني وافراح واتراح تنسج كالحلم الجميل بل هو واقع....
شاهدت اجيال عديدة من فرق الهلال في اواخرعصر الغول وسلطان بن مناحي ثم ابن نصيب وفهد عبدالواحد واليوسف ابراهيم  والنعيمة والبيشي والغانم والحبشي مرورا الى التخيفي وسعد مبارك والثنيان و التيماوي والتمياط وابو اثنين وسامي
تابعت ادارات الهلال منذ عصر الامير هذلول بن عبدالعزيز الى عصر ادارتنا الحالية ولازالت الاخطاء تتكرر في كل ادارة مستنتجا ان المشاكل والأخطاء تتكرر لان المشاكل في عفوية الادارات وهيكليتها الهشة وهذا هو سبب مرض الرياضة في بلادي منذ تطبيق الاحتراف الاعرج وحتى قبله.

حقائق
ما الذي يجعل فريق البولز واللايكرز في دوري السلة الامريكي اقوى فرق العالم الى الان هل السبب اللاعبين! ام الجهاز التدريبي ام المادة ام الفكر (فاللاعبون يعتزلون ولا يعمرون في الملاعب والمدربين يواجهون الفشل ان لم يحدث لهم تطوير ولخططهم التي تصبح مكشوفة)..(المال ينضب والدعم ينضب ان لم يجد موارد لتنميته) الفكر متطور حسب تطور المجتمع الرياضي وليس جامد.

ما الذي يجعل برشلونه ينافس دائما على البطولات الاوربية ويفوز بها  وريال مدريد يحاول منذ عشر سنوات ولايزال يراوح مكانه كالهلال في اسيا أليست فروقات فنية وادارية بينهما  اذن الفرق هو ادارة وفكر ومال.


لكي تنتشل الادارة الفريق من مستواه المتذبذب ولكي تبقى لتبني فريق فعليها ان تبني الادارة بشكل علمي واضح ولا تلجأ الى عفويتها وهيكلتها الغير واضحة وان لا تجعل الامر للصدف بل على اساس علمي وفكري متين يعتمد على المال والدعم المتواصل من الجماهير.

ولكي تقوم بالبناء فينبغي ان تلجأ لعلم الادارة ونظرياته وتطبيقاته لتبتعد عن مجاهل ومشاكل مستقبلية وما دمت اخوض في موضوع الادارة فلعلي ادلي ببعض  من المعلومات التي لدي لعل الله ينفع بها من لديه قلب او القى السمع وهو شهيد.

ينبغي أن يتم بناء الادارة على شكل حلقي من 8 مكونات رئيسية
1-      الادارة العليا (رئاسة النادي ونائبه ولجنته الاستشارية ومدراء الادارات الاخرى) وهي الحلقة الكبرى
2-      إدارة الفريق (وتحوي مدير الفريق الاداري "همزة الوصل بين الجهاز التدريبي والادارة العليا"- المدير الفني للفريق "يتابع الفرق السنية واختيار اللاعبين مع الجهاز التدريبي ورفع استشارات للإدارة العليا"- مدير الفريق الطبي متابعة الادارة الطبية ورفع التقارير عن اوضاع اللاعبين الطبية والمعنوية- مدير الفريق للاحتراف وعقود الاعبين" المشاركة في تقييم اللاعبين والرفع بالتقارير عنهم للإدارة العليا)
3-      الادارة الفنية وتحوي (مدرب الفريق والطاقم التدريبي-مدرب الفريق اللياقي وجهازه الفني) وهي الحلقة الثالثة.
4-      الإدارة الطبية (تهتم بإصابات اللاعبين ومتابعتهم قبل بدء الموسم ومتابعة الاحمال التدريبية وتأهيل اللاعبين المصابين ومتابعة معنويات الفريق والرفع للإدارة العليا بالتقارير التأهيلية والطبية واجراء العلاج والجراحات الرياضية كجهاز طبي متكامل من مختبرات وأشعة وصالات تأهيل بعد العمليات.
5-      ادارة الاحتراف وعقود اللاعبين (جهاز اداري وفني وتقييمي متكامل يحوي قسم للكشافين عن المواهب وقسم لمتابعة الفئات السنية و تسجيل اللاعبين حسب تقييمات فنية معتمدة من مدربي الفرق السنية) وترفع في تقييماتها وتقاريرها للإدارة العليا  وهي الحلقة الخامسة
6-      ادارة الفئات السنية تعني بتدريب وصقل اللاعبين من جميع الفئات السنية وترفع بتقييماتها وتقاريرها للإدارة العليا وهي الحلقة السادسة.
7-      ادارة التغذية ونمو وتشكيل اللاعبين وتختص بمتابعة اللاعبين من الفئات السنية ودراسة حالتهم الغذائية وتوفير أنظمة التغذية المناسبة والتي تؤثر في تشكيل وبناء اللاعبين وترفع بتقييماتها وتقاريرها عن لاعبي الفئات لكل ادارة مختصة وللإدارة العليا لاتخاذ القرارات وبناء الخطط.
8-      ادارة الخطط والتقييم والمراقبة تهتم بعمل الخطط المستقبلية ومتابعة تنفيذها وعمل تقييم لكل الإدارات ومتابعة تنفيذ هذه الخطط  والرفع في ذلك للجهاز الاعلى لاتخاذ القرارات وهي الحلقة الثامنة.
حينما تنجح الادارة في توفير كل ما سبق وتفشل في تحقيق متطلعات الجمهور فيجب البحث عن الاسباب واصلاحها
وليس نسف الجهود حينها لن يقول  احد ان هذه الادارة او تلك عفوية او تعمل بالبركة او ان اللاعب الفلاني سجل بالواسطة وأن ذلك اللاعب "ضامن الخانة".
والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق