الصفحات

الأربعاء، 11 يوليو 2012

أم عثمان الطقاقة ...وعروس الرياض!!

في احدى ليالي خميس الرياض في تسعينات القرن الثالث عشر الهجري وانا في السادسة من عمري اخبرتني والدتي بأنها معزومة في احدى الاعراس التي اقيمت في حي "منفوحة" البست نفسي ثوبا جديدا و"طاقية" " بقمور"  من جمع "قمر" كأنها جنيهات ذهبية ثم البستني والدتي تلك الغترة البيضاء والعقال "المقصب" ركبنا سيارة "تاكسي" وتوجهنا مع احدى امهات الجيران الى "حوش" العرس ، ففي تلك الايام لا يوجد قصور أفراح ولا صالات الزواج المعروفة فضلاًًًَ عن صالات الفنادق!.


اعلم اسم الاسرة التي ذهبنا لحضور زواج ابنها واعرف ابنائهم الصغار في تلك الايام واعرف ام العريس ولكني حين وصلنا "لقاعة التشريفات" "حوش 25*25  متر" "مسور" وبباب عليه حارس "بخيزرانه"  صدمني وصدم والدتي بمقولته ("الورعان" اكبر من عشر سنين ما يدخلون ) طرفته والدتي بعينها( وقالت له الله يصلح نظرك يا البعيد ها الورع عمره ست والا علشانه لابسن مقصب حكمتا عليه انه كبير...شف تراني محرجك انك تتعرضه وتراه بيطلع ويدخل ويلعب مع البزارين ولا تعرضه ولا علمت ام العريس تكحتك انت وضروسك) "شديده ام عبدالله"!.


دخلنا الى الحوش "بسط "على مد نظري "ومساند ابوطير" ملصقه بالجدران و"مدات سفنج" بين كل "مركى" وأخر وفي المنتصف مجموعة من النساء السمر بأيديهن "طيران" و"طبول" وأمامهن "وجار" كبير به حطب والنار مشتعلة فيه "والقهوجيات" يمرن على كل من اتى من النساء جديده لتصبن لهن القهوة والشاي.

جلست بجانب والدتي وجارتنا بعد ان رحبت بنا ام العريس وجهت والدتي وذهبت معها للسلام على ام العروس وانا ممسك بطرف ثوبها اجره وهي تمشي وتبعد يدي حتى لا يلتصق ثوبها بجسمها وتخاطبني ارجع لمقعدنا او لا تشد ثوبي! ابعدت يدي وتركت ثوبها ولكني لاحقتها حتى اذا وصلنا لتجمع نساء وبنات كبار يبدون السلام على والدة العروس وقريباتها وايضا قريبات الزوج ووالدته وانا بين غابة من النساء اضعت والدتي فخرجت من تلك الغابة "النسوية" المحملة بأطيب الروائح واتجهت لمجلسنا ثم مر من امامي مجموعة من الاولاد والبنات ينادوني لمشاركتهم اللعب والركض في انحاء الحوش "فصخت" غترتي وعقالي وابقيت "طاقية القمور" وذهبت للعب وبعد ما يقارب النصف ساعه من اللعب بدأ ضرب الدفوف والطبول بعد التحمية .

ثم تجمعن "الطقاقات" بشكل دائرة كبيرة  وكن منظمات وتقودهن احداهن كبيرة في السن قليلا يقال لها ام عثمان بدأن في الضرب على الدفوف وتجمعن النساء وانا واقف بينهن ككثير من ابناء عمري المتواجدين وكلما انهت الرئيسة مقطع اكملت بمقطع آخر وأتبعته  بمواويل "ومدح" لأم العريس وام العروس ثم تنهل العشرات والخمسات وبعدها تمر مئات حمراء وترمى في ذلك الدف "الطار الكبير" بجانب ام عثمان.


اكثرن من المقاطع والاغاني والمواويل وزادت غلة "الطقاقات" واصبح "الطار " ممتلئ من الاموال من كل الفئات وانا اشاهد واتعجب من المنظر "وش السالفة!".


وكل ما امتلئ  "الطار" افرغته ام عثمان في علبة "نيدو" امامها واغلقته بالغطاء لدى ام عثمان ابناء في العرس كانوا يلعبون معنا نادت عليهم ...حينما اتى موعد العشاء تم تنظيم "الصالة" وقامت ام عثمان ومن معها بتجميع "طيرانها" وطبولها واخذت علبة "النيدو" وذهبت الى الباب ونادت على زوجها واعطته العلبة "علبة النيدو" وانا ارقبها هنا شاهدتني ومن معي من الاطفال فقالت (وراكم تلاحقوني يا عيال ورى ما تروحون لأمهاتكم وتتعشون هنا تجرأت وسالتها ام عثمان كم تكسبون في العرس ضحكت بقهقهة عالية وردت.... ليه بتصير طقاقة ههههههه) قلت (لا لكن ابغى احسب كان فيها مكسب تعلمت الصنعه) ضحكت علي وهي "مفنجلة" عينيها ونهرتنا جميعا فذهبنا "لسفر" العشاء.

تعشينا مع امهاتنا وعدنا للعب ثم بعد ان شرب النساء الشاي والقهوة علا صوت "الطار" من جديد فتجمعنا حول ام عثمان وانا لاصق بها ورائحة عرقها  "تصرع" من كان بعيد امتار لكن لا يهم اريد ان احصي العدد وبدأت ام عثمان بالموال ومن ثم الحقته "بسامرية دواسر" قفز على اثرها كل من بالحوش من النساء ليتمايل على الغناء واصوات " خفق الطيران".


في نهاية الحفل وانا بجانب والدتي مرت ام عثمان علي وانا بجانب والدتي وقالت (الله يحفظه وليدك ذا حنكله ابحبه تكفين...... قلت لوالدتي لا ما يجوز فضحكن كل النساء واتت ام عثمان وضمتني ووضعت في جيبي شيئاً لم افطن له الا وانا في البيت مع والدتي.


تذكرت هذه القصة وانا اشاهد الكثير من التطبيل الإعلامي لإدارتنا حفظها الله وهي تتباطأ الخطى في تعاقداتها وكثير ممن يحسب على الصحافة او غيرها لاهم لهم الا التمجيد والثناء مقارنة بأعمال قليلة او تصحيح على استحياء وكأني بهؤلاء ام عثمان وفريق "الطقاقات" وحينما يقترب الواحد لفكر هؤلاء يصاب بلوثة من "صنان" فكره الذي استمرأ فيه البحث عن الريال بدل البحث عن مصلحة الهلال.

لا تصحيح الا بنقد للإدارة وعشوائية العمل ولا عمل الا بتخطيط وتقييم مرحلي.

وفق الله الزعيم.
كتبه :عبدالله المقرن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق